إدمان السوشيال ميديا نص خطبة الجمعة مكتوبة للدكتور خطبة مسعد الشايب الجمعة الموافقة 16 من جماد أول 1447هـ الموافق 7/11/2025م


إدمان السوشيال ميديا نص خطبة الجمعة مكتوبة للدكتور خطبة مسعد الشايب الجمعة الموافقة 16 من جماد أول 1447هـ الموافق 7/11/2025م

أولا: العناصر:
1. أهم منافع وسائل التواصل الاجتماعي.
2. الآثار السيئة لوسائل التواصل الاجتماعي.
3. الخطبة الثانية: (اختر لنفسك أيها الكيس الفطن).
======
ثانيا: الموضوع:
الحمد لله رب العالمين، بارئ النسم، خالقِ النور والظلم، موجد الأشياء من العدم، أبرم فأحكم، وأجزل فأنعم، وعلم الإنسان ما لم يعلم, وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صادق الوعد الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
===========================================
(1)  ((أهم منافع وسائل التواصل الاجتماعي))
===========================================
أيها الأحبة الكرام: من أعظم مستحدثات هذا العصر، ما يعرف ويسمى بـــ وسائل التواصل الاجتماعي أو (السوشيال ميديا)، وهي سلاحٌ ذو حدين يحمل النعمة والنقمة، يحمل البناء والازدهار والخراب والدمار، يحمل جمع الشمل ولمه وتشتيته وتفريقه، يحمل إطفاء النيران وردمها وإشعالها وتسعيرها، يحمل السراء والضراء في آن واحد، فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا بنا أحبتي في الله بإذن من الحق تبارك وتعالى لنعيش مع وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) بين المنافع والمضار، فأعروني يا عباد الله القلوب، وأصغوا إليّ بالآذان والأسماع، فأقول وبالله التوفيق:
======
وسائل التواصل الاجتماعي نعمة من أجل نعم المولى تبارك وتعالى علينا، والأصل في الأشياء الإباحة فيجوز لنا استخدامها واستعمالها لما فيها من الفوائد والمنافع الآتية:
======
1ـ وسائل التواصل الاجتماعي قربت المسافات البعيدة بين البلاد، وجعلت العالم كله قريبا من بعضه بعضًا، وأصبحنا كأننا نعيش في بلدة صغيرة.
فالمرء عن طريق هذه الوسائل يستطيع أن يتحدث مع أي إنسان على وجه الأرض في أي وقت، وفي أي لحظة، يسمع صوته ويراه أيضًا، ويستطيع أن يأتي بطعامه وشرابه، ويحجز تذكرة سفره، والمكان الذي ينزل فيه، والأماكن التي يزورها…وهكذا، وبذلك يستطيع الإنسان أن يدير مصالحه، ويقضي شئونه وهو في أي مكان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت لنا المسافات البعيدة داخليًا وخارجيًا، أيضًا.
======
2ـ وسائل التواصل الاجتماعي قربت ساكني بلدان العالم المختلفة من بعضهم بعضًا، بغض النظر عن الدين والمعتقد، والعرق والجنس، واللسان والثقافة، والتوجه فهذا الوسائل الاجتماعية تضج بالصداقات العديدة بين مختلف جنسيات العالم المختلفة في الدين والمعتقد، والجنس والعرق، والتوجه والثقافة.
==
وهذا له أثرٌ عظيمٌ من المنظور البعيد في إحلال السلم والأمن العالمي، وله أثره في التقارب بين الدول والأوطان، كما أن له أثرًا عظيمًا أيضًا في التعرف على بلدان العالم المختلفة، والاطلاع على ثقافاتها، وعادات أهلها وسكانها، مما يسهل السفر لتلك البلدان فيما بعد، وقد تكون تلك الوسائل الاجتماعية دعاية حضارية وسياحية للبلدان التي تحسن استغلالها، أيضًا.
======
3ـ وسائل التواصل الاجتماعي أضحت اليوم وسيلة ومن وسائل الإثراء والتبادل العلمي المعرفي الحضاري، فهي مليئة اليوم بالمنصات والمجموعات (الجروبات) التعليمية، التي تتبادل الآراء والأفكار العلمية، والهوايات الجديدة، وتجيب عن أسئلة الطلاب والباحثين… وهكذا، أيضًا.
======
4ـ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم وسيلة من وسائل التحذير من المخاطر والأضرار، سواء على المستوى المحلي الصغير أو المحلي الأوسع، أو الإقليمي أو الدولي، كنشرات المرور، والتحذير من الطرق الخطرة، ونشرات الأرصاد والتحذير من الأحوال الجوية على سبيل المستوى المحلي، وكالتحذير من السفر إلى بعض البلدان لما فيها من المخاطر، كالحروب، أو الأوبئة والأمراض….وهكذا، أيضًا.
======
5ـ وسائل التواصل الاجتماعي اليوم من أعظم طرق الإغاثة بل وأسرعها، سواء على مستوى الأفراد والأشخاص أو المستوى المجتمعي المحلي والإقليمي والعالمي، يكفي المرء فقط أن يفتح بثًا مباشرًا، وقد رأينا في الفترة الماضية حراكًا عظيمًا لوزارة الداخلية لتأديب ومعاقبة الخارجين على القانون بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أيضًا.
======
6ـ وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي أهم المنابر الدعوية لدين الله (عزّ وجل) على مستوى العالم، فنشر العلم الشرعي على مواقع التواصل الاجتماعي، من أعظم وجوه الاستفادة من تلك المواقع، وأعظمها أجرًا وثوابًا، ويتمتع بالخصائص والميزات الآتية:
==
1ـ وسائل التواصل الاجتماعي أسرع وصولًا للفئات المختلفة، وأوسع انتشارًا، ولذا بدأت الهيئات والمؤسسات الدعوية في التوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي الأن، ونشر الدعوة من خلالها.
==
2ـ  وسائل التواصل الاجتماعي أأمن وسيلة لنشر العلم في زمن الأوبئة والأمراض، كما حدث في وباء الكورونا، لأنه ببساطة شديدة لا يتسبب في نقل العدوى.
==
3ـ وسائل التواصل الاجتماعي التعليم والتعلم عليه يغلق كثيرًا من أبواب الفتن، ويقضي على كثير من السلوكيات الأخلاقية الغير منضبطة.
==
4ـ وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن توظيفها في خدمة الدعوة عالميًا، والوصول بالدعوة الدينية لأقصى مكان في الأرض، وإنشاء صفحات دعوية تخاطب كل دولة وكل مجتمع وكل قومية بلسانها، وبذلك نكون قد قمنا بواجب البلاغ للدعوة لكل الناس في جميع أنحاء الأرض، وفي ذلك إقامة للحجة على غير المتكلمين باللغة العربية، وحتى لا يتعللوا في عدم الإيمان بقول الله (عزّ وجلّ): {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[إبراهيم:3].
==
5ـ نشر العلم الشرعي على وسائل التواصل الاجتماعي ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (…وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ…) (رواه مسلم)، فكل فروع العلم الدعوية إما مستنبطة أو متعلقة بكتاب الله (عزّ وجلّ) ومدارسته سواء أكانت تفسيرًا، أو فقهًا، أو وعظًا…الخ.
فالتعبير ببيوت الله في الحديث خرج مخرج الغالب؛ لأن هذا هو الأصل والأساس العام مدارسة كتاب الله في المساجد كما كان من نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته (رضي الله عنهم)، ويدخل في ذلك مدارسة كتاب الله (عزّ وجلّ) على وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الاليكترونية، وفي بيوتنا، ومعاهدنا، ومدارسنا، ومصانعنا، وحقولنا، وفي كل مكان، وخصوصًا وأن القرآن الكريم يخاطب أمهات المؤمنين قائلًا: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب:34].
==
6ـ نشر العلم على وسائل التواصل الاجتماعي من أربابه والمتخصصين فيه، يساعد في القضاء على الجهل المتفشي في ربوع العالم ككل وليس بلدًا واحدً أو إقليمًا واحدًا، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)(اللفظ للبخاري).
==
7ـ نشر العلم على وسائل التواصل الاجتماعي من أربابه والمتخصصين فيه يدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (…فَوَ اللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) (متفق عليه)، فهو خيرٌ من نعيم الدنيا ومتعها وشهواتها وزخرفها.
==
8ـ ومن فوائد نشر العلم على وسائل التواصل الاجتماعي ما قاله الإمام معمر بن راشد الصنعاني ت (154هـ): (مَا فِي الْأَرْضِ بِضَاعَةٌ تُنَوِّرُ عَلَى صَاحِبِهَا أَشَدُّ مِنَ الْعِلْمِ) (شعب الإيمان)، والنور هنا له معاني متعددة، فقد يكون التوفيق في الأقوال والأفعال، وقد يكون ضياء وحسن الوجه، وقد يكون سعة الرزق وانتشاره انتشار النور، وقد يكون اشتهار القائم بنشر العلم كاشتهار النور…الخ.
==
9ـ نشر العلم على وسائل التواصل الاجتماعي أجرٌ عظيم للإنسان في حياته، وذخرٌ للإنسان بعد مماته، وباب من أبواب الحسنات لا ينقطع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) (رواه ابن ماجه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ)(رواه ابن ماجه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ)(رواه أبو داود)، والدال على الخير والمتسبب فيه كفاعله.
===========================================
(2)  ((الآثار السيئة لوسائل التواصل الاجتماعي))
===========================================
ولأن الكمال المطلق لله (عزّ وجلّ)، والكمال البشري للأنبياء والمرسلين؛ فكل شيء في هذا الكون له منافع وفوائد، وفي نفس الوقت له مضار أيضًا، وكما تحدثنا عن منافع وسائل التواصل الاجتماعي؛ فلابد أن حذر من آثارها السيئة التي جاءت كالاتي:
======
1ـ نشر الفواحش والرذائل وإشاعتها على نطاق واسع محليا واقليميًا وعالميًا، كشرب المخدرات، وتجارة الجنس والسلاح، والسرقة والنصب والاحتيال والكذب، والخداع، بالبيوع الوهمية، أو البيوع لمنتجات منتهية الصلاحية، أو تجارة الآثار…وهكذا….الخ.
======
2ـ  هدم القيم والمبادئ والأخلاق والعادات والتقاليد، والتأثير السيئ على النشأ والمجتمع ككل، وهذا نتيجة طبيعية لما تقدم من نشر الفواحش والرذائل، ولنا فيما يحدث ممن يسمون أنفسهم نجوم التيك توك شاهدٌ ودليل، وهذا عاقبته أليمة في الدنيا والأخرة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النور:19].
======
3ـ كثرة المشاكل والشجارات، وهدم الأسر والكيانات بسبب الخيانات، فكم من امرأة طلقت، وكم من أسرة تشرذمت، وكم من شاب ضاع، وكم من فتاة انحرفت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي؟
======
4ـ إضاعة الوقت وقتله، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك، فقال: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ)(رواه البخاري).
======
5ـ العزلة بين أفراد الأسرة الواحدة، والتأثير على العلاقات الأسرية، وبالتالي عدم التصدي لمشكلاتها، أو التباحث فيما يفيدها وينفعها…وهكذا، بسبب انشغال كل فرد من أفراد الأسرة بما له من مواقع وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي.
======
6ـ التدني الدراسي وتدني التحصيل العلمي عند الكثير، بسبب انشغال الأبناء – وخصوصًا الأطفال – بما لهم من مواقع وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي.
======
7ـ نشر الإشاعات والأراجيف، والأفكار الضارة بالدول والأوطان، وقد تؤدي إلى سقوطها، ولنا منذ ثورة يناير 2011م وحتى في مصر، وفي الدول من حولها دليلٌ وشاهدٌ.
عباد الله: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والدّيّان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فالتائب من الذنب كمَنْ لا ذنب له.
===========================================
(الخطبة الثانية)
((اختر لنفسك أيها الكيس الفطن))
===========================================
الحمد لله رب العالمين، أعدّ لمَنْ أطاعه جنات النعيم، وسعرّ لمَنْ عصاه نار الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
======
أيها الأحبة الكرام: فقد رأينا في تلك الجمعة المباركة ما لوسائل التواصل الاجتماعي من منافع ومضار، وهنا يأتي سؤال هام: هل مضار وسائل التواصل الاجتماعي تسول لنا المطالبة بإلغائها، وقفلها؟
=====
وأقول: إن وسائل التواصل الاجتماعي مثلها مثل سكين المطبخ، فيها الإنسان قد يقتل ويعتدي على الأخرين، وبها يهيئ طعامه، ويقضي حاجاتها…الخ، وكذلك القول في كل آلة حديثة، وفي كل اختراع حديث، إحسان استخدامه من الإنسان، وكذلك إساءة استخدامه، فالمسئولية كاملة تقع على الأشخاص، وليس على الآلات والمخترعات الحديثة.
======
وحريٌ وجديرٌ بالإنسان أن يحسن استخدام نعم الله، ويسخرها في مرضاته، ويقيدها بالشكر، حتى لا تزول من بين أيدينا، ونقع في دائرة قول الله (عزّ وجلّ): {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ*جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}[إبراهيم:29،28]، وقال تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}[القيامة:15،14]، وقال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:7].
======
فاختر لنفسك أيها الكيس الفطن هل تريد أن تكون ممن ينشرون المنافع على وسائل التواصل الاجتماعي، أم تريد أن تكون يتدنسون بنشر الفواحش والرذائل والمضار عليها؟
======
وتذكر أن جوارحك وأعضائك تشهد عليك يوم القيامة، فقد قال الحق تبارك وتعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[فصلت:24].
======
وتذكر أنك مجزي بما اخترت لنفسك أيها الكيس الفطن، فقد قال الحق تبارك وتعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة:8،7].
===========================================
فاللهمّ أرنا الحق حقا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه، اللهمّ علمنا من لدنك علما نصير به خاشعين، وشفّع فينا سيّد الأنبياء والمرسلين، واكتبنا من الذاكرين، ولا تجعلنا من الغافلين ولا من المحرومين، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النّعيم،
اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء، اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.

كتبها  الشيخ الدكتور/ مسعد الشايب

عدد المشاهدات : 9

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *