حريق سنترال رمسيس، في قلب العاصمة المصرية، حيث ينبض شريان المواصلات والاتصالات، وقع حادث جلل هز أركان القاهرة، حريق سنترال رمسيس يوم الإثنين الموافق ٧/٧/٢٠٢٥م، ولم يكن هذا الحريق مجرد حادث عابر، بل كارثة كبرى تركت وراءها تداعيات واسعة النطاق، كاشفة عن نقاط ضعف حرجة في الصيانة والتأمين، ومهددة لسير الحياة اليومية لملايين المواطنين.
وقد اندلعت النيران، في ظروف لا تزال قيد التحقيق، لتلتهم أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد، سنترال رمسيس، وهرعت فرق الإطفاء والدفاع المدني للسيطرة على ألسنة اللهب المتصاعدة، في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تفاصيل المحتوى
- الأهمية الحيوية لسنترال رمسيس
- تداعيات كارثية لحريق سنترال رمسيس
- نماذج من بطولة وتضحية رجال الدفاع المدني الضابط : (نور امتياز كامل)
- حريق سنترال رمسيس.. قراءة من خلال نصوص الوحي ومقاصده
- دروس مستفادة وخطوات نحو المستقبل
- الخلاصة
الأهمية الحيوية لسنترال رمسيس
سنترال رمسيس جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي لجمهورية مصر العربية، وتظهر أهميته فيما يلي:
ا – نقطة ارتكاز للاتصالات
يعتبر سنترال رمسيس، بحكم موقعه الاستراتيجي في منطقة رمسيس المكتظة بالسكان والأنشطة التجارية، محوراً رئيسياً لتوزيع خدمات الاتصالات، فهو لا يخدم فقط المنازل والشركات في المناطق المحيطة به، بل يمتد تأثيره ليشمل أحياء واسعة في وسط القاهرة، مروراً بالعديد من المناطق التجارية والسكنية الحيوية.
وفي العصر الرقمي، يقوم بدور حاسمً في توفير خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض، والتي أصبحت عصب الحياة اليومية والعمل والترفيه للملايين من المستخدمين، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، إذ يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على الخدمات التي يوفرها هذا السنترال لربطهم بالعالم الرقمي، وهذا من باب تسهيل التواصل ونشر الخير الذي وصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله « مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا» [صحيح مسلم]
ب – دعم للاقتصاد والأعمال
استمرارية عمل سنترال رمسيس بكفاءة عامل أساس في دعم النشاط الاقتصادي والتجاري في قلب القاهرة، تخيل لو توقفت الاتصالات في منطقة تضم آلاف الشركات والمتاجر والمؤسسات الحكومية والخاصة، ستتوقف المعاملات المصرفية، وستتعطل سلاسل الإمداد، وستتأثر حركة البيع والشراء، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة.
كما يُعد السنترال بمثابة الشريان المغذي للأعمال الصغيرة والكبيرة على حد سواء، فالمطاعم تعتمد على الإنترنت لتلقي الطلبات، والمكاتب تحتاج للاتصال لتبادل البيانات والمعلومات، وحتى نقاط البيع في المتاجر تعتمد على الشبكة لإتمام عمليات الدفع، فأي خلل في هذا السنترال يمكن أن يترجم مباشرة إلى شلل اقتصادي في نطاق واسع.
وقد حثّ الإسلام على الكسب الحلال وتسهيل المعاملات التجارية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ} [النساء: ٢٩] وتيسير الاتصالات يدعم هذا التراضي ويقلل من فرص الغش والنزاع.
كما أن تعطيل هذه الخدمات يؤدي إلى الإضرار بمصالح الناس ومالهم، وهو ما يتنافى مع مبادئ الشريعة التي تهدف إلى حفظ الأموال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» [موطأ مالك وسنن البيهقي].
ج – ربط المجتمع وتسهيل الحياة
يمثل سنترال رمسيس حلقة وصل حيوية في النسيج الاجتماعي، فهو يسهل التواصل بين الأفراد والعائلات، ويُمكّن الطلاب من الوصول إلى المعلومات التعليمية، ويدعم الخدمات الصحية عبر الإنترنت، ويحقق التعاون المطلوب في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ} [المائدة: ٢].
ويتضح لنا مما سبق أن الوظائف الحيوية التي يؤديها سنترال رمسيس تتوافق مع المقاصد الشرعية العامة في الإسلام، والتي تدعو إلى تحقيق المصالح وجلب المنافع ودفع المضار عن الناس، والمحافظة على الوطن والدين والنفس والعقل والنسل والمال.
تداعيات كارثية لحريق سنترال رمسيس
وقع الحريق في الطابق السابع لسنترال رمسيس، الذي يضم عشرة طوابق، ولكن آثار الحريق المعنوية تجاوزت جدران المبنى المحترق لتمتد إلى آلاف المنازل والشركات التي تعتمد على خدمات السنترال، فتوقفت خدمات الاتصالات، سواء الهاتفية أو الإنترنت، عن العمل بشكل مفاجئ، مما ألقى بظلاله على سير الأعمال اليومية، وعزل العديد من الأسر عن العالم الخارجي، ففي عصر يعتمد بشكل كبير على الاتصالات الرقمية، أصبحت هذه الانقطاعات بمثابة شلل جزئي للحياة.
ولم تقتصر التداعيات على الأفراد والشركات فقط، بل امتدت للخدمات الحيوية الأخرى، فسنترال رمسيس، بحكم موقعه المركزي، يقع بالقرب من محطة رمسيس الشهيرة، وهي مركز رئيسي للمواصلات يربط القاهرة بمحافظات مصر المختلفة، وأي اضطراب في هذه المنطقة الحيوية يمكن أن يؤثر على حركة النقل واللوجستيات، مما يزيد من التعقيدات، كما أن الاعتماد المتزايد على شبكات الاتصالات في تشغيل البنية التحتية الحديثة، مثل إشارات المرور الذكية وأنظمة المراقبة، يعني أن أي عطل في السنترال يمكن أن يخلق فوضى إضافية.
نماذج من بطولة وتضحية رجال الدفاع المدني الضابط : (نور امتياز كامل)
حريق سنترال رمسيس لم يكن حريقًا عاديًا؛ بسبب شدة الحريق والمواد القابلة للاشتعال التي كانت في المبنى، مما يعني وجود أبخرة سامة ومخاطر كهربائية عالية، ومع ذلك، تعامل رجال الدفاع المدني مع هذه الظروف الخطرة بمهنية وشجاعة فائقة، مرتدين معدات الوقاية الشخصية ومتخذين الاحتياطات اللازمة، لقد أظهروا قدرة عالية على التكيف مع التحديات غير المتوقعة التي فرضها الحريق.
لقد عملوا بجد لإخلاء الموظفين والمدنيين الذين كانوا داخل السنترال أو بالقرب منه، مما حال دون وقوع إصابات أو وفيات أكبر، كما بذلوا جهودًا مضنية للسيطرة على النيران ومنعها من الانتشار إلى المباني المجاورة، مما أنقذ ممتلكات عامة وخاصة ذات قيمة كبيرة.
في ذلك المشهد الصعب، برز الملازم أول نور امتياز كامل ضابط في الحماية المدنية،

وقف وسط الدخان والنيران في حريق سنترال رمسيس، لا كضابط يؤدي واجبه فحسب، بل كوريث لبطولة لم تنتهِ باستشهاد والده، البطل الشهيد امتياز كامل، الشاب الذي لم تغب عنه صورة والده الشهيد، ولم تضعف في قلبه تلك الوصية الصامتة التي تركها الأب خلفه: (أن البطولة لا تنتهي برحيل الأبطال)، وبحركته السريعة، خاض نور مع زملائه معركة شرسة ضد الزمن والنيران، لينقذوا من استطاعوا إنقاذه، ويمنعوا الكارثة من أن تبتلع المبنى وساكنيه بالكامل.
وبالفعل، أثبت نور أن دماء والده لم تذهب هدرًا، وأن شرف الفداء ما زال حيًا في قلب من خلفوه، فقد صدق المثل المصري الشهير : “اللي خلف ما ماتش”، والحق أن نور ربما لم يكن يبحث عن أضواء أو مجد، لكنه وجد نفسه في قلب لحظة صنعتها الظروف، وخرج منها بطلًا جديدًا في سجل طويل من البطولات التي لا تُروى إلا حين يحترق كل شيء، ويبقى الشرف.
ومن سيرة نور امتياز، ونهايته البطولية التي تستحق الذكر والثناء، وتدعو للفخر والعزة، نقول إن رجال الحق في الأمة كثير، وشبابنا من قوات الجيش والشرطة دائما بخير، والأمل في الله تعالى أن يحفظ بهم العباد، ويصون بهم البلاد، وصدق الله تعالى: {مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا} [الأحزاب: ٢٣] وعزاؤنا في كل شهيد يدافع عن دينه ووطنه قوله تعالى: {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ} [آل عمران: ١٦٩].
حريق سنترال رمسيس.. قراءة من خلال نصوص الوحي ومقاصده
يظهر لنا من نصوص الوحي ومقاصده، المبادئ الإسلامية التي يجب تطبيقها في مثل هذه الحوادث، وهي قيم ضرورية لمواجهة الكوارث والحد من آثارها السلبية على الأفراد والمجتمعات، ومنها:
أ – أهمية التنظيم والحفاظ على النظام
يحث الإسلام على النظام وتجنب الفوضى والإفساد في الأرض، وانقطاع الخدمات الحيوية يؤدي إلى الفوضى وتعطيل مصالح الناس، وهو أمر يتنافى مع مبادئ الوحي ومقاصده، قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: ٥٦] وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: ٤] وإذا كانت الآية في سياق القتال، إلا أنها تؤكد على قيمة المحافظة على النظام، وهذا ينطبق على تنظيم شؤون الحياة العامة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ اللهَ كتبَ الإحسانَ علَى كلّ شيءٍ» [صحيح مسلم] والإحسان يشمل إتقان العمل والحفاظ على النظام وتجنب الفوضى التي تؤدي إلى الإضرار بالناس.
ب – رفع الضرر عن الناس
من مقاصد الشريعة الإسلامية رفع الضرر عن الناس وجلب المصالح لهم، والكوارث التي تؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية وتضر بالأفراد والشركات تتنافى مع هذا المبدأ، وتستدعي تضافر الجهود لإزالة الضرر وإصلاح ما فسد، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» [موطأ مالك وسنن البيهقي].
ج – التعاون والتكاتف في المصائب
يحث الإسلام على التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع في السراء والضراء، خاصة عند وقوع كارثة تؤثر على قطاع كبير من الناس، فروح التعاون والتكافل ضرورية لتجاوز الأزمة، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢] وقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠] وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكى منه عُضْوٌ تَداعى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمّى» [رواه البخاري ومسلم] وقال عليه الصلاة والسلام: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ» [رواه البخاري ومسلم].
د – المسؤولية عن البنية التحتية والمرافق العامة
المبادئ العامة للوحيين الشريفين ومقاصدهما تشير إلى أهمية الحفاظ على المرافق العامة التي تخدم مصالح الناس وتضمن سير حياتهم بشكل طبيعي، والتقصير في صيانتها أو عدم الاستعداد للكوارث يندرج تحت الأمور المذمومة شرعًا.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: ٩٠] والعدل يشمل إقامة المصالح العامة والحفاظ عليها، والإحسان يشمل إتقان العمل في كل المجالات بما فيها صيانة البنية التحتية.
وقال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: ٤١] ومن تمكين الله لعباده في الأرض القدرة على تنظيم أمور حياتهم وتوفير ما يلزم لإعمارها، وهذا يشمل الاهتمام بالبنية التحتية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» [رواه البخاري ومسلم] وهذا من القواعد الجامعة التي تشمل الجميع، سواء كان حاكماً أو محكومًا، لحماية المرافق العامة والمحافظة على البنية التحتية.
دروس مستفادة وخطوات نحو المستقبل
حادث حريق سنترال رمسيس يقدم دروسًا مهمة حول ضرورة تحديث البنية التحتية للاتصالات، وتعزيز إجراءات السلامة والأمان، فيجب أن يكون هناك تركيز على:
– وجوب اتباع الحماية قبل الحوادث: تعدّ الوقاية من الحوادث مبدأً أساسيًا في الحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمعات، فالأخذ بالاحتياطات اللازمة قبل وقوع أي حادث يمثل خط الدفاع الأول، ويوفر الكثير من الخسائر المادية والبشرية التي قد تنتج عن الإهمال أو التقصير، واتباع إجراءات السلامة ليس مجرد خيار، بل هو واجب يقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، ويجب أن تكون الوقاية من الحوادث جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا اليومية، فالتفكير الاستباقي وتطبيق الإجراءات الوقائية، مهما بدت بسيطة، هو استثمار في سلامتنا وسلامة من حولنا، ولنتذكر أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
– تنويع الشبكات: تقليل الاعتماد على نقطة واحدة للتحكم في كم هائل من الاتصالات يقلل من مخاطر الانقطاع الكلي في حال وقوع كارثة.
– خطط التعافي من الكوارث: يجب أن تكون هناك خطط تفصيلية وفعالة للتعافي من الكوارث، تضمن سرعة استعادة الخدمات وتقليل فترة الانقطاع إلى أدنى حد ممكن.
– التأمين والصيانة الدورية: الاستثمار في الصيانة الوقائية والتحديث المستمر للمعدات والأنظمة لضمان سلامتها وكفاءتها.
– توعية الجمهور: توعية الجمهور بكيفية التعامل مع انقطاعات الخدمات الطارئة وتوفير قنوات اتصال بديلة.
– وبينما تسعى الجهود الحثيثة لإعادة الخدمات المتضررة إلى طبيعتها، يبقى حريق سنترال رمسيس تذكيرًا مؤلمًا بأهمية المرونة والتأهب في وجه الكوارث، إنه يدعونا إلى إعادة تقييم شاملة لكيفية حماية أصولنا الحيوية وضمان استمرارية الحياة في مواجهة التحديات المستقبلية.
الخلاصة
سنترال رمسيس، هذا القلب النابض في شرايين القاهرة، ليس مجرد بناء من أسمنت وحديد، بل هو عصب يربط الأرواح ويسهل الدروب. هو بؤرة الاتصالات التي تنشر خيوط المعرفة والتجارة، فمنه تتسع آفاق التواصل وتزدهر المعاملات، محققًا بذلك دعائم الخير والتعاون. حينما تطاله يد الحريق، تتوقف الحياة، وتنكمش سبل الرزق، وينعزل الناس، وكأنما أصاب الشلل جسد المدينة. في خضم الكارثة، تتجلى بطولة رجال الدفاع المدني، كفارس الحق “نور امتياز كامل”، الذي يضيء بنوره سماء العطاء، مذكرًا إيانا أن التضحية لا تموت، وأن في الأمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ليبقى هذا الحادث جرس إنذار يدعو إلى اليقظة، لتجحقيق الريادة الشاملة في بنيتنا التحتية، وتعزيز لقيم الوقاية والتكاتف، حتى نصون عصب الحياة من كل خطر، ونضمن استمرارية النبض في شرايين الوطن.
No comment