خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 24 ربيع الأول 1446هـ – الموافق 27 سبتمبر 2024م تحت عنوان { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } ( العلماء ورثة الأنبياء) للشيخ ثروت سويف
اقرأ في هذه الخطبة
أولا: التربية قبل التعليم
ثانياً: فضل العالم والمتعلم
( العلماء ورثة الأنبياء)
ثالثاً: من فضائل العلم
خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ثروت سويف
الخطبة الأولي
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْسَنَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ وَعَدَّلَهُ وَأَلْهَمَهُ نُورَ الْإِيمَانِ فَزَيَّنَهُ بِهِ وَجَمَّلَهُ وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ فَقَدَّمَهُ بِهِ وَفَضَّلَهُ وَأَفَاضَ عَلَى قَلْبِهِ خَزَائِنَ الْعُلُومِ فَأَكْمَلَهُ ثُمَّ أَرْسَلَ عَلَيْهِ سِتْرًا مِنْ رَحْمَتِهِ وَأَسْبَلَهُ ثُمَّ أَمَدَّهُ بلسان يترجم به عما حواه القلب وعقله
وأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ وشرفه بالتكريم وبالعقل جمله
وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسُولُهُ الذي أكرمه وبجله ونبيه الذي أرسله بكتاب أنزله وأسمى فضله وبين سبله صلَّى اللهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وسلَّمَ تَسْلِيمًا كثَيرًا ما كبر الله عبد وهلله
أما بعد
فإن للعلم مكانة عالية في الإسلام ويكفي للتدليل على ذلك أن أول ما نزل من القرآن من كلماته قوله تعالى “إقرأ” كما أنه صفة من صفات الله جل جلاله {وهو السميع العليم} (العنكبوت: 13) وقد أمر الله بالعلم قبل العمل، وأمر رسول الله ﷺ- بطلب الاستزادة منه فقال {وقل رب زدني علما} (طه:114).
خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ثروت سويف
عباد الله : لقد قرن الله عز وجل العلم بالإيمان حيث قال ربنا تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11) . أي يرفع الذين أوتوا العلم من المؤمنين بفضل علمهم وسابقتهم درجات على من سواهم في الجنة.
أولا : التربية قبل التعليم
أيها الإخوة الكرام : بما أننا في أول جمعة في عام دراسي جديد فلا يسعنا إلا أن نتكلم عن التربية والتعليم ولنبدأ أولا بالتربية
إن التربية السليمة للنشأ تبدأ منذ نعومة الأظفار فمسئوليّة التّربية تقع على الآباء والمربّين لا سيّما إذا كان النّاشىء في أوّل مراحل نموّه، فإنّه في أمسّ الحاجة إلى تقويم أخلاقه وتوجيه سلوكه، وهو بمفرده لا يستطيع القيام بذلك ، فالمسئوليّة على وليّ أمره وقد قيل : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، و العلم في الكبر كالغرز بالإبر او كالنقش علي الماء
لقد وجه الحبيب المصطفى الآباء وولاة الأمور أنهم رعاة أبناءهم وانهم عنهم مسؤولون وأمام ربهم موقوفون روي الإمام البخاري عن ابن عمَر رضي اللَّه عنهما قال: سَمِعتُ رَسُولَ الله ﷺ يقول: كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا ومسئولة عَنْ رعِيَّتِهَا، والخَادِمُ رَاعٍ في مالِ سيِّدِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فكُلُّكُمْ راعٍ ومسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ متفقٌ عَلَيهِ.
خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ثروت سويف
ولقد كان من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال والعناية بالنشء أنه اعتنى بهم بنفسه ، وأوصى بهم خيراً في العناية و الرعاية والتعليم والمحبة
ومن عناية النبي صلى الله عليه و سلم بتعليم الأطفال دعاؤه بالعلم النافع لبعضهم كما في مسند أحمد و مستدرك الحاكم بإسناد صححه و وافقه الذهبي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : إَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِى - أَوْ عَلَى مَنْكِبِى شَكَّ سَعِيدٌ - ثُمَّ قَالَ « اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِى الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ » فكان حبر الأمة وترجمان القرآن
أخي الكريم عليك أن تربي ولد علي احترام العلم والتواضع للمعلم
روي الإمام الطبراني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ” تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والوقار ، وتواضعوا لمن تعلمون منه ” رواه الطبراني في الأوسط
ولذلك قال: قال علي بن أبي طالب: ((العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والحلم وزيره، والرفق قيده، والصبر أمير جنوده، تواضعوا لمن تتعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، وخير دينكم الورع)
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي بك
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
علم ولدك حسن الإصغاء والاستماع حتي يتمكن من تحصيل العلوم فهو أدبٌ رفيعٌ في حق الكبار والصغار جميعاً ، و قد أحسن من قال : المتحدّث حالب ، و المستمع شارب ، فإذا كفيت مؤونة الأولى فأحسن الإنتهال منها
و في هذا قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما لابنه: ( يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم أدب الاستماع كما تتعلم أدب الحديث، ولا تقاطع أحداً حتى يمسك ولو طال حديثه ) الأمالي” لأبي علي القالي
أيضا هذه رسالة الي السادة المعلمين
إن من علم من العلم شيئاً ثم كتمه عن الناس مع حاجتهم إليه ، فقد ارتكب ذنباً عظيماً
لقد جعل الله كتمان الهدي بكل صنوفه جالبًا للعنة والنقمة، ولا يُذهب أثر هذا إلا التوبة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا ﴾ [البقرة: 159، 160
إن من الإيمان عدم كتمان العلم وهي رسالة لكل مدرس لا يعلم إلا بالدروس الخصوصية ولا يرعي حق طلابه في مدرسته وفصله إلا أن يعطي دريهمات أو جنيهات وضيعة في دروس خصوصية تنهك كاهل رب الأسرة
في الحديث الذي رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة .
أيها الطالب للعلم !
أخلص النية إن أردت العلم أفلا يجدر إذًا بكل طالب علم، وبكل آخذٍ منه بطرف، وبكل ضاربٍ فيه بسهمٍ، أن يكون له في الإقبال عليه: عزمٌ ماضٍ لا ينثني، وأن تكون له في طلبه وفي الاشتغال به، نيِّة خالصة، ومقصودٌ حسن، بأن يبتغي به وجه ربه الأعلى، لا ليصيب به عرضًا من الدنيا،
روي الحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله ﷺ قال ( لا تعلَّموا العِلمَ لتباهوا بِهِ العلماءَ ، ولا تُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ولا تخيَّروا بِهِ المجالسَ فمَن فعلَ ذلِكَ فالنَّارُ النَّارُ )
ثانياً : العلماء ورثة الأنبياء ……
عباد الله : إن أهل العلم بعلمهم وفكرهم هم ورثة الأنبيـاء.. ميراثهم خلــــق وبحث وفــــقه وذكـــــــــاء..
حبهم للـــه زادهـــم خوفــا ووفــــــــــــــاء..
قال الله فيهم (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ )..
فالعـالم بعلمه فى الفقر أغنى الأغنياء.. فالعلم كالحب يحلو كلما زاد الشقاء.. والسهر فى ضيه لحن يعلو معه الغناء.. وهجـــره مـــــرض لا يرجى مـنه شـــــــفاء..
حيًـــا وميتًـــــا الكــــل ينسى إلا العلـــماء
نعم إن العلماء.. هم ورثة الأنبياء، وخزَّان العلم، ودعاة الحق، وأنصار الدين، يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته، ويوجهونهم وجهة الخير والصلاح وفضائل العلماء كثيرة وحسناتهم غزيرة
روي الإمام الترمذي عَنْ أَبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ. رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
الا وان الدنيا بغير العلماء ملعونة ملعون ما فيها
روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “الدُّنيا مَلعونةٌ، مَلعونٌ ما فيها ؛ إلَّا ذِكْرُ اللهِ و ما والاهُ، و عالِمًا و مُتعلِّمًا” فإذا تعلمت فاعلم أن معك نور من الله لا تطفأه بالمعصية
رحم الله الشافعي حين قال
شَكَوْتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأَرْشَـدَنِـي إِلَـى تَـرْكِ الْمَعَاصِي
وَأَخْــبَــرَنِــي بِأَنَّ الْــعِــلْـمَ نُـورٌ وَنُـورُ الـلـهِ لَا يُـهْـدَى لِـعَـاصِـي
واعلم ان جميع الخلق يشتركون في نعوتٍ متشابهة في الأصل والخلقة
ويتبقى فضل العلماء مميزاً لهم بين الناس كأنهم شامةٌ في جبين المجتمع على الدوام
ففز بعلمٍ تعش حيَّاً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياءُ
وروي الترمذي عن أبي أمامة الباهلي قال ( ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ .
قال تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) الزمر
بل ينقطع العمل عند الموت لكل العباد الا لثلاثة منهم العلماء
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم
روي الإمام الترمذي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد ) قال أبو عيسى هذا حديث غريب ولا نعرف
وإن من سلك طريق العلم كان سبيلا له الي الجنة بشرط أن يكون متقيا الله في علمه وعمله
عَنْ أَبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ. رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة : “أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم ، وأهل الجهاد فالعلماء دلوا الناس على ما جاءت به الرسل ، وأهل الجهاد جاهدوا على ما جاءت به الرسل” ،
فمن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع .
فإذا جاء الموت طالب العلم ، وهو على هذه الحال مات وهو شهيد
ثالثاً : من فضائل العلم
فالعلمُ هو المصباح الذي يُنيرُ دُورب الحياة ويُخرج الانسان من حصون الجهل والظلام ، ولقد شرف الله العلم وأهلهُ
فمن أخذ العلم فقد أخذ بالحظ الوافر والعلم نور من الله لعبدة الملتقي في أي مجال من مجالات الحياة وقد فاق العلم العبادة كما اتي في أحاديث سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
وعن علي رضي الله عنه : ( العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله )
والعلم أجلُ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الانسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف
فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة } رواه الديلمي في الفردوس وقيل مجلس علم خير من عبادة ستين سنه
قصة
وسبب المقولة أنه روى أن عابداً من بني إسرائيل كان يعبد الله سبحانه وتعالى في صومعة فوق الجبل ، وذات يوم خرج كعادته لكي يتجول متأملاً في ملكوت الله تعالى حول صومعته ، وأثناء تجوله هذا رأى في طريقه جثة آدمي تنبعث منها رائحة كريهة ، فمال العابد إلى اتجاه آخر حتى يتفادى شم هذه الرائحة .
عند ذلك ظهر له الشيطان في صورة رجل من الصالحين الناصحين ، وقال له : لقد تبخرت حسناتك ولم يعد لك رصيد منها عند الله فقال له العابد : ولم ؟ قال : لأنك أبيت أن تشم رائحة آدمي مثلك . وعندما ظهر الألم على وجه العابد قال له الشيطان مشفقاً وناصحاً إذا أردت أن يغفر الله لك زلتك فإني ناصحك بأن تصطاد فأراً جبلياً وتعلقه في رقبتك على أن تعبد الله به طوال حياتك . ونفذ العابد الجاهل نصيحة الشيطان الذي كان يتحين له الفرص ؛ فاصطاد الفأر الجبلي ، وظل يتعبد به حاملاً النجاسة أكثر من ستين عاماً إلى أن مات ( فبطلت كل عبادته ) .
فقيل مسألة علم ـ أو مجلس علم ـ خير من عبادة ستين سنة “
العلــــم نــور احـتار فى وصفه الأدبــــــــاء..
بحر إذا اغترفت منه لن ينقص منه ماء.. والغـوص فيه لمن أحب بــالله نعـم الــــدواء.
يعلـو بصاحبه كالنجم يسطع فى السماء.. يجعل سماته الصبر والنبل وحب العطاء.. يخلصه من ضعـفه ويأسه ويبدله الكــــبرياء..
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فتوبوا الي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
هذا وصلوا وسلموا تسليما كثيرا علي سيد البشرية محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جمع وترتيب ثروت سويف امام وخطيب ومدرس
No comment