خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ثروت سويف بعنوان “الحياء لا يأتي إلا بالخير”

الشيخ ثروت سويف

الشيخ ثروت سويف من علماء وزارة الأوقاف


خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 29 نوفمبر 2024 م ، بتاريخ 27 جماد أول 1446ه-
تحت عنوان « الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ » للشيخ ثروت سويف


اقرأ في هذه الخطبة
أولاً : الحياءَ مِنَ الإِيمانِ
ثانياً : الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ
ثالثاً : من مجالات خلق الحياء
رابعاً : ما لا يمنعه الحياء
الخطبة الأولي
الحمد لله ذي الفضل والإحسان جعل الحياء شعبة من شعب الإيمان
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحيي الكريم الرحيم الرحمن
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى جميع الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في جميع الأوطان
أما بعد
فإن الحياء من أعظم الصفات التي تجنب الإنسان الوقوع في الرذائل وتمنعه من ارتكاب سفساف الأمور والحياء خلق نبيل، وزينة النفس البشرية
أيها الناس : اتقوا الله تعالى واستحيوا منه حق الحياء واعلموا أنه رقيب عليكم أينما كنتم يسمع ويرى فلا تبارزوه بالمعاصي وتظنوا أنكم تخفون عليه فإنه يسمع السر والنجوى فإن الله تبارك وتعالى يحب الحيي الحليم المتعفف، ويكره البذيء السّئّال الملحف
أولا : الحياءَ مِنَ الإِيمانِ
إن العلماء عرفوا الحياء فقالوا : إنه خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.


وهو مشتق من الحياة، فمن لا حياء له فهو ميت في الدنيا وشقي في الآخرة، وقال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه، كما أن حياة الغرس بمائه
فالمسلم عفيف حييي والحياء خلق له والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته روى البخاري عن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما: أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ« دَعْهُ، فإِنَّ الحياءَ مِنَ الإِيمانِ » متفقٌ عَلَيْهِ
وسر كون الحياء من الإيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مُبعد عنه, فالأيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي
والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو الوقوع فيه اتقاءا للذم والملامة
ورحم الله امرأة كانت قد فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها, فقال أحدهم تسأل عن ولدها وهي منتقبة فسمعته فقالت: ( لأن أرزأ في ولدي خير لي من أرزأ في حيائي أيها الرجل )
نعم إذا نُزِع الحياءُ من المرأةِ فلا تَسأل عن سُوءِ عاقبتِها فحياء المرأة تاج جمالها ورأس مالها وثبات أمرها على كل خير
والحياء ليس خفض الرأس واحمرار الخدين؛ بل هو تقوى الله وطاعته ورجاحة العقل وحُسن الخلق
يقول اللَّه تعالى (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) القصص- 25
جاءت كأن الأرض تغار من تحت قدميها
كما يقول المفسرون جاءت لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ مِنَ النِّسَاءِ، خَرَّاجَةً، وَلاجَةٌ، جَاءَتْهُ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ، قَائِلَةً بِثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا؛ أَيْ: مُسْتَتِرَةً بِكُمِّ دِرْعِهَا . تفسير بن كثير
عباد الله : وإن أهم ما يميز الإنسان عن البهائم ويمنعه من الانسياق وراء دواعي الشهوات ونوازع الهوى هو الحياء، فإذا تحلى به الإنسان، تميز عن سائر الحيوانات، وكانت له مكانة مرموقة عند الله والناس.
عباد الله : الحياء من الأيمان والأيمان مجمع كل الفضائل وعنصر كل الخيرات وقد عده الرسول صلى الله عليه وسلم شعبة من شعب الإيمان أي خصلة من خصاله روي الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ » متفق عليه
في هذا الحديث دعوة إلى الإبقاء على الحياء في المسلم حتي ولو منع صاحبه من استيفاء بعض حقوقه, إذ ضياع بعض حقوق المرء خير له من أن يفقد الحياء الذي هو جزء أيمانه وميزة إنسانيته ومعين خيرته .
ثانياً : الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ ……..
اعلموا أن الحياء كله خير , ولا يأتي إلا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن عِمْران بن حُصَيْن رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ « الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ » متفقٌ عَلَيْهِ
وفي روايةٍ لمسلمٍ: الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ، أَوْ قَالَ: الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ

خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ثروت سويف بعنوان “الحياء لا يأتي إلا بالخير”


وذُكر أن رجلا أتى الإمام ابن حنبل رحمه الله وهو في مجلس علمه، وألقى عليه السلام، فلم يبش له الإمام ورد عليه منقبضاً، لأنه كان مشتهراً بالمعصية، فقال الرجل: يا أبا عبد الله لمَ ‌تنقبض ‌مني، فإني انتقلت عما كنت تعهدني برؤيا رأيتُها، قال: وأي شيء رأيت؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علُوً من الأرض، وناس كثير أسفلُ جلوس، فيقوم رجلٌ منهم إليه فيقول: ادع لي، فيدعو له، حتى لم يبق من القوم غيري فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه، قال لي: يا فلان ، لم لا تقوم إليّ فتسألني أدعو لك؟ قلت : يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدع لك، فإنك لا تسب أحداً من أصحابي، فقمت فدعا لي، فانتهيت وقد بغض الله إليّ ما كنت عليه، فقال الإمام أحمد لمن في مجلسه حدثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع
عباد الله: لماذا الحياء ؟ ……….


والجواب : لأن العبد إذا رزق الحياء، رزق الفضائل، رزق الخلق الحميد
يقول ابن القيم رحمه الله، في كتابه مفتاح دار السعادة ( الحياء هو من أعظم الأخلاق وأكرمها ذلك لأنه مصدر الفضائل، فالولد يبر بوالديه بسبب الحياء، وصاحب الدار يكرم ضيفه بسبب الحياء، والعبد يفي بالموعد بسبب الحياء أيضا ) لذلك عندما سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن خلق الإسلام فقال الحياء والحديث أخرجه البيهقي عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ” البيهقي في الشعب .
وينبغي أن تعلم أن : الحياء من صفات الله عز وجل، فربنا حيي كريم يعطي عباده
روي الإمام الترمذي عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ» الترمذي
وروى البيهقي في شعب الإيمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله حيي يحب الحياء، وستير يحب الستر، فإذا اغتسل أحدكم فليتوار » أي ليستتر
والحياء من صفات الملائكة الكرام: حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عثمان (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) رواه مسلم
والحياء من خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام فعن ابي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: «كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أشَدّ حَياء مَنَ العَذْراءِ في خِدرِها، فإذا رَأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْناهُ في وَجههِ» أخرجه البخاري
وخِدرُها موضعُها الذي تُصانُ فيه عن الأعْيُنِ
ففي هذا الحديث دلالة على أن حي الضمير ونقي المعدن يظهر أثر تأثره في وجهه بعكس الصفيق البليد الذي لا تزيده الفواحش إلا بذاءة واجتراء على الله وعلى الناس
الفرق بين الحياء والخجل …….
واعلم الفرق بينهما عظيم ذلك لأن الحياء منقبة وفضيلة ومعناها هو أن يترفع العبد عن المعاصي والآثام
وأما الخجل فإنه منقصة لشعور الإنسان بقصوره أمام الآخرين، فلا يطالب بحقه لخجله ولا يقول كلمة الحق لخجله ولا يتحدث أمام الآخرين لشعوره أن من معه خير منه، وعلى الجرأة ربى السلف الصالح أبناءهم
نعم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرف بالحياء، كعثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، روى البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ ام المؤمنين رضي الله عنها وعن ابيها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ – قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ – فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» البخاري
قال النووي: (وفيه فضيلة ظاهرة لعثمان وجلالته عند الملائكة، وأن الحياء صفة جميلة من صفات الملائكة


عباد الله هناك سؤال


إذا فقد العبد الحياء ما الذي يكون؟
إذا فقد العبد الحياء في الإنسان فلا تراه إلا صفيقا بليدا لا يبالي بمشاعر الآخرين ليس عنده من رادع يمنعه من الوقوع في الإثم أو الوقوع في الدنايا، لا يعرف ربا ولا دنيا، ولا يعرف عرفا ولا يعرف خلقا


عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: ” إِنَّ ‌مِمَّا ‌أَدْرَكَ ‌النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ” البخاري


واختلف أهل العلم في معنى هذا الخبر فقال أبوبكر بن محمد الشاشي في أصول الفقه: – معنى هذا الحديث أن من لم يستحي دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء لا يردعه عنه رادع, فليستحي المرء فإن الحياء يردعه

  • وقال أبو بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة أن المعنى فيه إذا عُرضت عليك أفعالك التي هممت بفعلها فلم تستحي منها لحسنها وجمالها فاصنع ما شئت منها فجعل الحياء حكماً على أفعاله وكلا القولين حسن والأول أشبه لأن الكلام خرج عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج الذم لا مخرج المدح ” فما أحببت أن تسمعه أذناك فائته وما كرهت أن تسمعه أذناك فاجتنبه “
    قال الشاعر
    إذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا وَتَسْتَحِي مَخْلُوقًا فَمَا شِئْتَ فَاصْنَع
    ويقول الاخر
    إذا لم تخشى عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء
    فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
    يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
    لذا كان في إسلامنا أن فاقد الحياء لا غيبة له، يجوز لك أن تذكره بأفعاله السيئة لقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه البيهقي في السنن عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلَا غِيبَةَ لَهُ ” وقال في شعب الإيمان: وفي إسناده ضعف
    ويقول عمر بن الخطاب يقول: (ثلاثة لا غيب لهم: المبتدع والفاسق المجاهر بفسقه والحاكم الظالم) ثلاثة لا حرمة لهم ولا ما يقال في حقهم غيبة لأنهم فقدوا الحياء من الله، وفقدوا الحياء من الناس.
    ثالثاً : من مجالات خلق الحياء ….
    وأما أنواع الحياء: في عجالة اخى المؤمن اعلم ان باعث الحياء، إما أن يكون هو الله، وإما أن يكون الناس
    والعبد إذا لم يستح من الله ولم يستح من الناس كان هو والبهائم سواء
    يقول مصطفى السباعي رحمه الله تعالى في كتابه: (هكذا علمتني الحياة) (إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله فإن لم ترعوِ فذكرها بالناس، فإن لم ترعوِ فاعلم أنك قد انقلبت حمارا )
    قال أبو الحسن الماوردي في كتابه “أدب الدنيا والدين”: الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه، أحدها: حياؤه من الله تعالى. والثاني: حياؤه من الناس. والثالث: حياؤه من نفسه.

  • اولا : الحياء من الله تعالى يكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره
    وأسمى منازل الحياء وأكرمها الحياء من الله سبحانه، فنحن نطعم من خيره الذي رزقنا، ونتنفس من هوائه الذي أشاعه بيننا، ونمشي على أرضه التي ذللها لنا ودحاها، ونستظل بسمائه التي من غير عمد رفعها، والإنسان إذا قدم له أخوه الإنسان نعمة استحيى منه فكيف بهذه النعم العظام الضخام التي ضمتنا ولا غنى لنا عنها ؟.
    قال القحطانى في نونيته:
    وإذا خلوتَ بِريبةٍ في ظُلْمَةٍ…والنَّفْسُ داعيةٌ إلى الطُغْيانِ
    فاستحي من نظرِ الإلهِ…وقُلْ لها إنَّ الذي خلقَ الظلامَ يَرَاني
    فأكرم الحياء وأعظمه هو الحياء من الله عز وجل في ثلاثة مواضع، وهي:
    اولا : الحياء من أن تقابل إحسان الله بالإساءة ونعمه بالجحود، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((أنا والجن و الإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، أتحبب إليهم بالنعم ويبتعدون عني بالمعاصي، خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد)) رواه البيهقي .
    جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يقول: إن نفسي تراودني المعصية ولا أستطيع كبح جماحها، فماذا أفعل؟ قال: إذا وفيت بخمس فاعص الله ما شئت، قال: وما هي؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، ولا تنم في أرضه، ولا تعصه أمام عينيه قال: وكيف يكون هذا؟ وكل ما في الأرض لله والأرض ملكه، والسماء سماؤه، وفي أي ركن أكون منها، فالله تعالى يعلم السر وأخفى! قال: أما تستحي أن تأكل من رزقه وتنام على أرضه وتعصه أمام عينيه؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله وجاءك ملك الموت فلا تذهب معه أو جاءتك زبانية العذاب فلا تذهب معهم، قال: وكيف يكون هذا؟: إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال: فإذا علمت قدر نفسك، لا تستطيع أن ترد ملك الموت، أو زبانية العذاب فلم تعصه؟ فما كاد أن يسمع إلى هذه الخامسة حتى بكى بكاءً شديداً وعاهد الله أن لا يعود إلى معصية فكانت توبة بعد ذلك نصوحا.
    ثانيا: ألا تتضجر عند البلاء فتنسى قديم إحسان الله إليك ولقد ذكر الإمام الألوسي رحمه الله تعالى: أن أيوب عليه السلام عندما فقد المال وفقد الولد وفقد عافيته، قالت له زوجته: أنت نبي الله فلو سألت الله تعالى أن يرفع عنك البلاء لفعل، فقال لها أيوب عليه السلام: كم مضى علينا ونحن في عافية؟ قالت: ستين سنة قال: والله إني لأستحي أن أسأل الله رفع البلاء وما بلغت في البلاء ما بلغته في العافية
    ثالثا : من حياء العبد مع الله عز وجل أيضا أن يحفظ العقل من أن يكفر بأمر إجرامي أو معصية أو أن تدخل فكرة منحرفة إلى عقله، وأن يحفظ جوفه عن الحرام، ويكون الاستحياء – عباد الله – من الله حق الحياء بحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وذكر الموت والبلى، وألا يجدنا الله حيث نهانا وألا يفقدنا حيث أمرنا
    روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ» ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْتَحِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ » اخرجه احمد في مسنده
    فهذا الحديث من أبلغ الوصايا في الحياء من الملك جل وعلا يقول أبو الحسن الماوردي عن نفسه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ذات ليلة، فقلت يا رسول الله، أوصني، فقال: استحِ من الله عز وجل حق الحياء. ثم قال: تغير الناس. قلت: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: كنت أنظر إلى الصبي، فأرى من وجهه البشر والحياء، وأنا أنظر إليه اليوم، فلا أرى ذلك في وجهه
    وأنشد أحدهم عند الإمام أحمد فقال
    إذا ما قال لي ربي……أما استحيت تعصيني
    وتخفي الذنب من خلقي……وبالعصيان تأتيني
    فأمر الإمام أحمد رحمه الله بإعادتهما، ثم دخل داره وجعل يرددها وهو يبكي
    وشهد الفضيل رحمه الله الموقف بعرفة فرفع رأسه إلى السماء، وقد قبض على لحيته وهو يبكي بكاء الثكلى ويقول: واسوأتاه منك وإن عفوت
    فالمسلم عفيف حييي والحياء خلق له والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته ورد في الحديث مرفوعاً وموقوفاً: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا ‌نَزَعَ ‌مِنْهُ ‌الْحَيَاءَ فَإِذَا ‌نَزَعَ ‌مِنْهُ ‌الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الْإِسْلَامِ”. أخرجه ابن ماجه
    فأكرم الحياء وأعظمه هو الحياء من الله عز وجل فمعه تدوم الطاعة وتقاوم الرغبة في العودة إلى الذنوب ويدوم الحياء من الله
    قال الله تعالى في الآية الأخيرة من سورة ق: فَذَكّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [ق:45]
    وقال في سورة إبراهيم: وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذالِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ [إبراهيم:14]. وقال في سورة الملك: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:12].وقال في سورة الرحمن: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]
    جاء في بعض كتب الله المنزلة: ((عبدي دق عظمك وانحني ظهرك، وشاب شعرك، فاستحِ مني فإني أستحي منك))
    فيا أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده؟ ويا أبناء الستين ماذا قدمتم؟ ويا أبناء السبعين هلموا إلى الحساب؟ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ “
    الحياء من الناس.
    وهو أن يطهّر الإنسان فمه من الفحش، وأن يعزّ لسانه عن العيب، وأن يخجل من ذكر العورات، فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وآثارها.
    ولا نعجب إذا سمعنا قول الرسول فيما روي الحاكم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «‌الْحَيَاءُ ‌وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ») حديث صحيح رواه الحاكم
    وقيل ” من تقوى الله اتقاء الناس “
    وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا، فتنكب الطريق عن الناس، وقال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
    اما الحياء من النفس :
    فيكون بالعفة وصيانة الخلوات .. وقال بعض الحكماء: ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك، وقال بعض الأدباء: من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قدر.
    من حياء العبد في نفسه أن يحفظ عورته، في الحمامات العامة والشواطئ والمصايف ، يقول النبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ» رواه مسلم
    فالعورة تحفظ إلا من الزوجة لحديث بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ»، فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: «إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ»، قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا، قَالَ: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ»:الترمذي وقال ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
    وعمر رضي الله عنه يقول: (من استحيا اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وقي)
    فالحياء شعبةٌ من الإيمان و‌الحياء خيرٌ كله والحياء سببٌ إلى كل جميل فأحيوا ‌الحياء بمجاورة من يستحيى منه وإن الله يحب الحيي المتعفف، ويبغض الوقاح الملحف
    ومن كساه ‌الحياء ثوبه ستر عن العيون عيبه
    وقال بعضهم: أكثر الناس حياء من كان الذم أشد عليه من الفقر
    عباد الله
    أما والله لو علم الأنام … لما خلقوا لما هجعوا وناموا
    لقد خلقوا ليوم لو رأته … عيون قلوبهم ساحوا وهاموا
    ممات ثم حشر ثم نشر … وتوبيخ وأهوالٌ عظام
    ليوم الحشر قد عملت أناس … فصلوا من مخافته وصاموا
    ونحن إذا أمرنا أو نهينا … كأهل الكهف أيقاظ نيام
    البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان وبالكيل الذي تكيل به يكتال لك والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فتوبوا إلي الله
    الخطبة الثانية
    الحمد لله الذي يسر لنا سبل الهدى و التقى والعفاف، ونجانا بفضله مما يحذر المرء منه ويخاف، وأكرمنا بجوده الذي ليس على أحد بخاف، وجعلنا بكرمه ومنته من المسلمين الأحناف، أحمده سبحانه وأشكره أن شرع لأمة الإسلام من الحدود ما يحفظ بها عليها أمنها الأخلاقي والاجتماعي والمالي
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
    أما بعد
    فاعْلَمْ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ مَعَانٍ كَامِنَةٌ تُعْرَفُ بِسِمَاتٍ دَالَّةٍ
    فيا عباد الله، والله لن يبقى معكم إلا ما قدمتم من أعمالكم الصالحة في الدنيا والآخرة
    أما في الدنيا ( فيُثَبّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء [إبراهيم:27].
    وأما في القبر فسوف يرجع أهلك ومالك ولن يبقى معك إلا عملك، فإن كان عملك صالحاً أتاك رجل حسن الوجه حسن الثياب حسن الريح، فتسأله: من أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، ولا أفارقك، وإن كان عملك خبيثاً فسوف يأتيك رجل قبيح الوجه قبيح الثياب قبيح الريح، فتقول له: من أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالشر، فيقول لك: أنا عملك السيئ ولا أفارقك
    رابعاً : ما لا يمنعه الحياء
    وخلق الحياء في المسلم غير مانع له أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر
    فقد شفع مرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنع الحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأسامة في غضب: ” أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو سرقت فلانة لقطعت يدها “.
  • ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول يا رسول الله: إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هب احتلمت؟ فيقول لها رسول الله _ ولم يمنعه الحياء _ ” نعم إذا رأت الماء
  • خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة فعرض لغلاء المهور فقالت له امرأة أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ألم يقل الله ( … وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاُ … )، فلم يمنعها الحياء أن تدافع عن حق نسائها، ولم يمنع عمر أن يقول معتذرا: كل الناس أفقه منك يا عمر. قال: مرة في المسلمين وعليه ثوبان فأمر بالسمع والطاعة فنطق أحد المسلمين قائلاً: فلا سمع ولا طاعة يا عمر عليك ثوبان وعلينا ثوب واحد، فنادى عمر بأعلى صوته: يا عبد الله ابن عمر فأجابه ولده: لبيك أبتاه فقال له: أنشدك الله أليس أحد ثوبي هو ثوبك أعطيتنيه؟ قال: بلى والله، فقال الرجل: الآن نسمع ونطيع، فانظر كيف لم يمنع الحياء الرجل أن يقول، ولا عمر أن يعترف.
    هذا هو الحياء، فالمسلم يكون عنده حياء العبادة، وحياء الأدب، قال أهل العلم: استحي من الله استحياءك من رجل عظيم في قومك، أي: من رجل له مكانته، أليس إذا دخل الوالد البيت يقوم له الابن احتراماً له ولا يقعد في مجلسه إلا إذا قعد الأب؟ والأخ الصغير يقبل يد الأخ الأكبر، فهذه الأخلاقيات والسلوكيات منبعثة من الإسلام والفطرة، فما هي المشكلة أننا نعلم أبناءنا أن يقبل كل واحد منهم يد والده وأمه قبل أن يذهبوا إلى المدرسة أو الجامعة؟ نريد أن نرجع هذه الأخلاقيات في البيوت؛ من أجل أن الرزق يعود مرة أخرى، والمحبة تعود مرة أخرى، نسأل الله عز وجل أن يربي لنا أبناءنا على الكتاب والسنة كما ربانا آباؤنا على الكتاب والسنة.
    عن ابي هريرة – رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الْجَنَّةِ، والبذَاءُ مِنَ الجفَاءِ، والَجفَاءُ في النَّارِ» . أخرجه الترمذي
    (البذاء) : بالفتح والمد: الفُحْش في الكلام. (الجفاء) : التباعد من الناس والغلظة عليهم
    وعن ابي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحياءُ والعَيُّ شُعبَتُانِ من الإيمانِ، والبَذَاءُ والبيَانُ شُعبَتانِ من النِّفاقِ) أخرجه الترمذي
    «العَيُّ» قِلَّةُ الكلام، و «البيانُ» هو كَثْرَةُ الكلام، «مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبُون النَّاسَ ويتوسَّعون في الكلام ويَتَفَصَّحُونَ فيه من مَدح النَّاسِ فيما لا يَرضي الله».(العَيُّ) : القصور في البيان، والنطق بما في النفس. (شُعبتان) : الشعبة القطعة من الشيء، والمراد أنهما قطعتان منشؤهما الإيمان، أو النفاق.
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد حروف القرآن حرفاً حرفاً، وعدد كل حرف ألفاً ألفاً، وعدد صفوف الملائكة صفاً صفاً، وعدد كل صف ألفاً ألفاً، وعدد الرمال ذرة ذرة، وعدد ما أحاط به علمك، وجرى به قلمك، ونفذ به حكمك في برك وبحرك، وسائر خلقك
    ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة
    اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل بيننا شقياً ولا محروماً. اللهم اجعل أول يومنا هذا صلاحاً، وأوسطه نجاحاً، وآخره فلاحاً.
    اللهم لا تدع لنا فيه ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحته ولا مريضا الا شفيته ولا ميتا الا رحمته ولا غائبا الا رددته وانصر الاسلام واعز المسلمين وانصر أهل فلسطين وغزة ولبنان واجعل مصر واحة أمن وأمان واستقرار يارب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    عباد ان الله يأمر بثلاث وينهى عن ثلاث يأمر بالعدل والإحسان وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا يذكركم واستغفروه يغفر لكم واقم الصلاه ان الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا
    اخوكم \ ثروت سويف امام وخطيب بالاوقاف
عدد المشاهدات : 229

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *