موضوع خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف “أنت عند الله غالٍ”

موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف pdf


موضوع خطبة الجمعة القادمة مكتوبة لوزارةالأوقاف بعنوان : “أنت عند الله غالٍ”، وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد إلى احترام قدسية الإنسان بنيان الله وصنعته، والتحذير من الانتقاص منه بأي لفظ أو إشارة .

وأضافت الوزارة أن موضوع خطبة الجمعة يحقق المحورين الأول والثالث من محاور وزارة الأوقاف وهما مواجهة التطرف الديني وبناء الإنسان، جدير بالذكر أن هذه الجمعة بتاريخ 22 نوفمبر 2024م ، الموافق العشرين من جمادى الأول لعام 1446هـ.

موضوع خطبة الجمعة القادمة مكتوبة لوزارة الأوقاف

خطبة الجمعة: “أنت عند الله غالٍ”

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وكرّمه بالعقل والدين، نحمده ونشكره على نعمه الكثيرة. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرّة بتقوى الله، فالتقوى هي وصية الله لعباده منذ الأزل، وهي التي ترفعنا عنده عز وجل وتجعلنا غالين عليه. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”، نعم، كرّمنا الله وفضّلنا على كثير من خلقه، فأنت أيها الإنسان غالٍ عند الله، وقد منحك مكانة عظيمة وشأنًا كريمًا.

أولًا: تكريم الله للإنسان

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وسوّاه ونفخ فيه من روحه، وأعطاه العقل والقدرة على الاختيار، كما قال تعالى: “ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ”، وهذا نفحة من الإله العظيم تدل على عظم قدر الإنسان ومكانته. كل ما في هذا الكون مسخّر لنا، السماء والأرض والشمس والقمر، كل ذلك ليعيش الإنسان حياة كريمة مليئة بالمعاني والأهداف النبيلة.

أيها الأحبة، لو تأملنا في آيات القرآن، لوجدنا أن الله جلّ وعلا يرينا كم نحن غالون عليه، من أول لحظة في حياتنا حتى نهاية رحلتنا في هذه الدنيا. فمنذ أن كنا في بطون أمهاتنا، يحفظنا الله ويهيئ لنا أسباب الرزق والنماء، ثم يكبرنا ويمدنا بالنعم التي لا تحصى.

ثانيًا: كيف يكون الإنسان غاليًا عند الله؟

لتدرك حقًا مكانتك عند الله، تأمل كيف أن الله عز وجل يغفر لعباده إذا تابوا، ويفتح لهم باب الرحمة في كل وقت. قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ”، فالإنسان عند الله ليس مجرد مخلوقٍ عابر، بل هو غالٍ وعزيز، مهما وقع في الخطأ والزلات، فإن الله يُحبُّ توبته وعودته إليه.

ومن دلائل غلاء الإنسان عند الله، أن بعث الله لنا الرسل والكتب السماوية، ليهدينا إلى طريق الحق ويبعدنا عن الضلال. فقد قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ”، فهذه الرسالات هي دليل محبة الله لنا وحرصه على سعادتنا في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: كيف نحافظ على قيمتنا عند الله؟

أيها المسلم، لقد وهبك الله هذه القيمة العظيمة، فعليك أن تكون على قدر هذه المكانة العالية. وأول ما يجب علينا هو طاعة الله سبحانه وتعالى في كل أمره، والابتعاد عن نواهيه. فالعبادة والتقوى هما السبيلان للحفاظ على مكانتنا عند الله. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتَّقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناس”، فالتقوى تجعلنا نحافظ على هذا الشرف وهذه المكانة التي وهبها الله لنا.

وأيضًا، أن نكون عونًا لبعضنا، لأن الله يُحب المؤمنين المتحابين في الله والمتعاونين على البر والتقوى. فقد قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا”، وهذا التكاتف بين المسلمين يُظهر قيمتنا وأهميتنا عند الله كأمةٍ واحدةٍ متحابة.

ختامًا

عباد الله، لنحمد الله على هذه النعم التي وهبها لنا، ولنكن على وعيٍ دائمٍ بمدى قيمتنا عند الله، ولنتذكر دائمًا أن الله يريد لنا الخير ويريد لنا الصلاح. فلنكن عبادًا طائعين، ونعود إليه عند كل زلةٍ وخطأ، فهو الغفور الرحيم.

نسأل الله أن يرزقنا شكر نعمته، وأن يجعلنا من الذين يقدّرون أنفسهم ويعلمون قدرهم عند الله، وأن يثبتنا على دينه، وأن يُعز الإسلام والمسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين.

عدد المشاهدات : 77

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *