موضوع خطبة الجمعة القادمة مكتوبة عن المال العام وحرمة التعدي عليه للشيخ محمود البرام، الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده وعلي اله وصحبه وسلم.
أمابعد عبادالله
لقد استخلفَ الله – عزَّ وجلَّ – بعضَ الأفراد على المال، كما استخلفَ الناس جميعًا على بعض المال، وإذا كان الفردُ يَبذُل جميعَ ما في وسعه للمحافظة على هذا المال أيضًا، فإنَّ الناس جميعًا مُكَلَّفون بالمحافَظة على المال العام؛ حيث إنَّ نفْعَه يعود علينت جميعًا دون أن يستأثِرَ أحدٌ به لنفسه
هنا لابد وان نعرف ما هو المال العام والمال الخاص
المال الخاص هو: ما دخل في الملك الفردى، سواء كان مالكه واحدا أو أكثر من واحد. وملكيته شائعة بين عامة الناس ولا مباحه لهم.
المال العام هو: المال الغير داخل في ملك الأفراد، وإنما يخضع للمصلحة العامة، وذلك مثل المدارس والجامعات والمستشفيات. والأموال العامة ثلاثة أنواع:
ما هو مخصص بذاته لمصالح العامة ومنافعهم الدينية، كالمساجد والمقابر والطرق.
ما هو مخصص للاستغلال لإحياء جهة عامه بمواردة وغلته، وهو ما يعرف بأملاك الدولة.
واموال الدولة كالمدارس والمستشفيات ووسائل النقل وغيرها الكثير فإذا كان المال خاصا جاز لصاحبه أن يتصرف فيه بجميع أنوا التصرفات من بيع وإجارة وهبة، أما إذا كان المال عاما فلا يجوز التصرف فيه من الأفراد؛ لأنه مخصص للمنفعه العامة، وملكيته مشتركة لجميع الأفراد.
ولقد حرم الاسلام الاعتداء علي المال سواء كان عاما اوخاصا
من المقرر أنَّ حفظ المال من المقاصد الشرعية التي جاء بها الشرع الشريف، وتوعَّد مَن تعدَّى عليه بأي صورة من صور التعدي؛ سواء كان بالسرقة أو الاختلاس أو الانتهاب أو أخذه دون وجه حق، ويزداد الأمرُ حرمةً إذا كان المال مالًا عامًّا يتعلق الحقُّ فيه بجميع المواطنين لا بفرد بعينه؛ وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾
وعن أبي بَكرةَ رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» أخرجه مسلم في “صحيحه”.
وهنا لابد وان نقف علي بعض الصور والطرق التي يناهك بها المال العام.
ى الغلول – الرشوة – الإسراف- الإهمال – الإختلاس – التدليس0
الغلول
رسول الله لا يأكل تمرة قدتكون سقطت في بيته من الصدقة اولا حرمت عليه وثانيا للحفاظ علي الامانة والمال العام
بل ودخل رجل غل شمله في غزوة من الغزوات
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن محمد رسول الله أنه قال: “وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي-فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ-فَألْقِيهَا
وسيدنا عمر بن الخطاب يرفض ان يشرب من لبن ناقة استنكرها وعرف انها من ابل الرعي فقال لفتاه اتسفيني نارا في بطني
لما فتح المسلمون القادسية ونصرهم الله، ورفعوا لا إله إلا الله محمد رسول الله -r- في القادسية سلم لسعد بن أبي وقاص ذهب وفضة، واستولى على خزائن كسرى، ولما رآها دمعت عيناه وقال:﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾”الدخان: 25-29″.
فجمع الجيش وقال: هذه أمانة فما رأيكم؟ قالوا: نرى أن تدفعها لعمر بن الخطاب الخليفة فما أخذوا منها درهمًا ولا دينارًا.
وهناك نماذج اخري للحفاظ علي المال العام ورفض الرشوة والوساطة والغلول قديما كان اوحديثا
هذا والله اعلم
الحمدلله وكفي وصلاة وسلاما علي عباده اللذين اصطفي وبعد
فإنه يجب علينا الحفاظ علي المال العام لانه ملك للجميع ومنفعة للجميع وصالح الدولة حتي بنفعنا وينفع اولادنا واوحفادنا واجيالنا من بعد ومن هنا يقول رسولنا الكريم
عن خَوْلةَ الأنصاريَّة أنَّها سَمِعتْ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((إنَّ رجالاً يتخوَّضون في مالِ الله بغير حقٍّ، فلهم النارُ يومَ القيامة))
قال ابن حجر في الفتْح[أي يَتَصرَّفون في مال المسلمين بالباطل، وهو أعمُّ من أنْ يكون بالقِسمة وبغيرها.
أن رجالا يتصرفون ويصرفون مال الله بغير حق
عن خَوْلَة بنت قيس أنَّها سَمِعتْ رسول لله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((إنَّ هذا المال خَضِرة حُلوة، مَن أصابَه بحقِّه، بُورِك له فيه، ورُبَّ متخوِّض فيما شاءَتْ به نفسُه من مالِ الله ورسوله، ليس له يومَ القيامة
ينبغي علينا ان نحافظ علي المال العام بكل انواعة واقسامه كالمال الذي يوجه للفقراء او المستشفيات المدارس الاموال العامة التي توجه للمنفعة العامة وان نعلم انها امانة واننا مطالبون بالحفاظ عليها ومسؤلون عنها يوم القيامة
والله نسأل ان يرزق مصر الامن ولامان والله اعلي واعلم
No comment