موضوع خطبة الجمعة القادمة للدكتور مسعد الشايب بعنوان “المال العام وبعض مخاطر استباحته”

خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للدكتور مسعد الشايب

الدكتور مسعد الشايب من علماء وزارة الأوقاف


موضوع خطبة الجمعة القادمة للدكتور مسعد الشايب بعنوان “المال العام وبعض مخاطر استباحته” 13 من جماد أول 1446هـ الموافق 15من نوفمبر 2024م

أولا: العناصر:خطبة الاسبوع ، خطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة مكتوبة، خطبة الجمعة ، وزارة لأوقاف، خطبة الاسبوع القادم ، خطبة وزارة الأوقاف، خطبة وزارة الأوقاف المصرية، خطبة الأسبوع القادم

ساعات المساجد الإلكترونية

1.    الأمر بتحري الحلال في كل شئوننا، وبيان أن استباحة المال العام من الحرام.

2.     سبعةٌ من مخاطر استباحة المال العام.

3.    الخطبة الثانية: (سبعةٌ من فضائل تحري الحلال بوجه عام).

ثانيا: الموضوع:

الحمد لله رب العالمين، هدانا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، أمرنا بالطيبات وأبان لنا طرقها، ونهانا عن الخبائث وحذرنا سوء عاقبتها، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صادق الوعد الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد أيها الأحبة الكرام:

(1) ((الأمر بتحري الحلال في كل شئوننا، وبيان أن استباحة المال العام من الحرام))

فقد دعانا القرآن الكريم والسنة النبوية في كثير من نصوصهما إلى تحري الحلال في مطعمنا ومشربنا وملبسنا وجميع معاملاتنا، وحذرانا من اكتساب الحرام فيها، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169،168]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[البقرة:172].

 وقال (صلى الله عليه وسلم): (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}…)(رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ..)( اللفظ لمسلم)، فإذا كان اتقاء الشبهات استبراء للدين والعرض، فاتقاء الحرام من باب أولى، وقال (صلى الله عليه وسلم): (طَلَبُ الْحَلَالِ جِهَادٌ)(مسند الشهاب)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) أيضا: (…يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ)(رواه الترمذي).

وهكذا نصحنا سلفنا الصالح (رضوان عليهم)، قال أحد التابعين الأجلاء: (طَلَبُ الْحَلَالِ مِثْلُ مُقَارَعَةِ الْأَبْطَالِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ بَاتَ عَيِيًّا مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ بَاتَ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ رَاضٍ)( شعب الإيمان)، وقال محمَّد بن واسع (من صغار التابعين ت123هـ) لمالك بن دينار (من صغار التابعين ت130): (مَالَكَ لَا تُقَارِعُ الْأَبْطَالَ؟). قال: (وَمَا مُقَارَعَةُ الْأَبْطَالِ؟). قال: (الْكَسْبُ مِنَ الْحَلَالِ وَالْإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ)(شعب الإيمان).

 ومن طرق الكسب الحرام: الاعتداء على المال العام، وهو المال الموقوف على مصالح الناس جميعًا، كالطرق العمومية، والشوارع والطرقات، وكالترع والمصارف، وشبكة الكهرباء، ودور العبادة، والمدارس، والمعاهد، والجامعات، والمستشفيات، ووسائل النقل والمواصلات، والأشجار، والأنهار، والجبال، والشواطئ…إلخ، وكل ما ينتفع به الناس.

والشريعة الإسلامية في قرآنها وسنة نبيها قد حرما الاعتداء على المال العام وأكله بغير وجه حق: قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[آل عمران:161]، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا، فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). فقام رجل أسود من الأنصار، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك، قال: (وَمَا لَكَ؟). قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: (وَأَنَا أَقُولُهُ الْآنَ، مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى)(رواه مسلم).

والاعتداء على المال العام له صور كثيرة منتشرة في المجتمعات والدول:كمن يعتدون على حرم الشوارع والطرقات والطرق العمومية، وحرم الترع والمصارف، وكمن يسرقون التيار الكهربائي، وكمن يسرقون القمح من الصوامع العامة، وكمن يقومون بالاستيلاء على أراضي الأوقاف، ونهب وسرقة أراضي الدولة، ويقومون بالبناء عليها، أو استغلالها في مشاريع خاصة بهم…الخ، كذلك الهروب والتزويغ من الأعمال المنوطة بنا، وعدم أدائها على الوجه الأكمل، وهذا يعدُّ أكلًا للمال العام المدفوع من أجل قضاء مصالح الناس، فالحكومة تدفع رواتب لآلاف بل لملايين من الموظفين للقيام بمصالح ومنافع عامة لخدمة المواطنين، وكثير من هؤلاء الموظفين لا يتقون الله في عملهم ولا يؤدون الأعمال المطلوبة منهم، ولو أدوها لا يؤدونها على الوجه الأكمل، سلّ عن المدرس الذي لا يشرح في مدرسته حتى يلجأ الطلاب للدروس الخصوصية، سلّ عن أئمة وخدم المساجد الذين يهملون في بيوت الله، سلّ عن موظفي الإدارات والوحدات المحلية، وكثير من موظفي وزارة الثقافة، وكثيرٌ من موظفي وزارة الشباب…إلخ ممن لا يذهبون إلى أعمالهم، كل ذلك يعدُّ اعتداء على المال العام وأكلًا له، ولهؤلاء جميعا أقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ)(مسند أبي يعلى).

(2) ((سبعةٌ من مخاطر استباحة المال العام))

والشريعة الإسلامية قد حرمت الاعتداء على المال العام لما فيه من الأضرار والأخطار الدنيوية والأخروية:

فمن مخاطر استباحته، ومن مخاطر التعدي عليه، أنه يحمل المعتدي مظالم كثيرة ويعرضه للإفلاس يوم القيامة، فالاعتداء على المال العام اعتداءً على حق جميع أفراد المجتمع والوطن، اعتداءً على الأمة كلها، و مِنْ ثَمَّ  فإن عليه إثمُ كلِّ مَنْ له حق في هذا الأموال والممتلكات العامة، وإذا كانت الشريعة الإسلامية أمرت بقطع يد من سرق فردًا واحدًا إذا كان المسروق في حرز مثله، وبلغ ربع دينار فصاعدًا، ولم يكن الزمن زمان مجاعة، فكيف بمَنْ يسرق الأمة وينهب ويبدد ثرواتها؟! كيف تكون صورته في الدنيا وعقوبته في الآخرة؟، قال (صلى الله عليه وسلم): (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟). قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)(رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)(رواه البخاري).

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه، أنه ينقص إيمان المرء، وقد يعرضه للكفر والعياذ بالله، قال (صلى الله عليه وسلم): (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً (المال المأخوذ قبل القسمة)، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)(متفق عليه)، قال شراح الحديث: أي: يفارقه الإيمان عند مقارفة هذه الذنوب وارتكابها، وينزع نور الإيمان من قلبه، فلو مات المعتدي على المال العام على تلك الحال، فقد يعرضه للموت على الكفر والعياذ بالله.

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه، أنه يعرض صاحبه للعن والطرد من رحمة الله في الدنيا والأخرة، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ)(متفق عليه)، فإذا كان سارق البيضة ملعونٌ ومطرودٌ من رحمة الله؛ فما بالنا بسارق الفدادين، ومنتهب الملايين، ومسخر المال العام لخدمته وخدمة أقاربه ومعارفه…الخ.

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه، أنه يعدّ خيانة للوطن، وضربًا لاقتصاده، وهذا له وزره، وعليه أثمه، فنحن مأمورون بمحبة الأوطان، وبنائها، والمساندة لحكوماتها وقياداتها وشعوبها، وخير مثالٍ لذلك ما قام به سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) من شراء بئر رومة من اليهود، وجعله صدقة لله (عزّ وجل) حتى لا يتحكم اليهود في مصدر شرب المسلمين. (رواه البخاري)، وقيامه بتجهيز جيش العسرة بثلاثمائة بعير بأحلاسها (كساء رقيق يجعل تحت البردعة) وأقتابها (جمع قتب بفتحتين وهو رحل صغير على قدر سنام البعير وهو للجمل كالإكاف لغيره)، وقيامه بتوسعة مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) (رواهما الترمذي)، والنماذج في ذلك كثيرة، لا يتسع المجال لسردها، فهل المعتدي على المال العام محبًا لوطنه؟ وكيف يقارن فعله بفعل سيدنا عثمان (رضي الله عنه)؟.

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه، أنه يمنع من إجابة دعاء صاحبه والقائم به، فعن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ)(المعجم الأوسط للطبراني).

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه الأخروية، أن صاحبه يفضح به على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، ويا لها من فضيحة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم، فذكر الغلول، فعظمه وعظم أمره، ثم قال: (لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ)(اللفظ لمسلم).

ومن مخاطر استباحة المال العام، ومن مخاطر التعدي عليه الأخروية أيضًا، أن صاحبه يطوق به ويعلق في رقبته يوم القيامة، ويزج به في نار جهنم، والعياذ بالله، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)(متفق عليه)، وبعد أن فتح الله (عزّ وجلّ) على النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة يوم خيبر، فلم يغنموا ذهبا ولا ورقا، وإنما غنموا المتاع والطعام والثياب، سرق عبدٌ يقال له: مِدْعَم من الغنائم، فبينما هو يحط رحل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ جاءه سهم عائر، فقال الناس: هنيئا له الشهادة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (بَلْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا). فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي (صلى الله عليه وسلم) بشراكٍ أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته. فقال (صلى الله عليه وسلم): (شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ)(متفق عليه)،وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ)(رواه البخاري).

عباد الله: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والدّيّان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فالتائب من الذنب كمَنْ لا ذنب له

(الخطبة الثانية)

((سبعةٌ من فضائل تحري الحلال بوجه عام))

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صلّ عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد رأينا بعضًا من مخاطر استباحة المال العام، ومن الترغيب بعد الترهيب، ومن التحلية بعد التخلية أن نتحدث عن بعض فوائد طلب الحلال وتحريه في كل شئون حياتنا، فأقول:

من فوائد تحري الحلال: الزيادة الحقيقية أو البركة الحسية والمعنوية في العمر والرزق، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا)(رواه ابن ماجه)، والاعتداء على المال العام واستباحته من أكبر الذنوب والخطايا، والوقوع فيه سببٌ في الحرمان من الرزق، والعكس بالعكس، فمن ابتعد عن الحرام، بارك الله في عمره ورزقه، وحياته كلها.

قال تعالى محذرًا لنا من المعاصي ككل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:96]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه:124ـ126].

ومن فوائد تحري الحلال: حفظ الذرية والأولاد، قال تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء:9]، وقال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}[الكهف:82]، وهل يشك عاقل في أن التقوى والصلاح من أوجب الواجبات، وأنها سببٌ في صلاح الذرية، وأن الوقوع في الحرام والتلبس به قد يكون فيه فساد وضياع أولادِنا عقوبة لنا، فبنو إسرائيل لما كذبوا أنبياءهم، وقتلوهم بغير حق، وتنكروا لهدايات السماء، سلط الله الفراعنة عليهم يذبحون أبناءهم ويستحيون نسائهم، فكل ذلك بسبب ذنوبهم.

ومن فوائد تحري الحلال: القوة في البدن، والعافية على العمل، والقدرة على الأعداء، قال تعالى على لسان هود (عليه السلام): {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}[هود:52]، فقوله تعالى: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ} في تفسيره ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الولد وولد الولد. والثاني: يزدكم شدة إِلى شدتكم. والثالث: خِصبًا إِلى خصبكم.

وقال الإمام عليّ (رضي الله عنه): شكت فاطمة (عليها السلام) ما تلقى من أثر الرحا (آلة حجرية لطحن الحبوب)، فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) سبيٌ، فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة (رضي الله عنها) فأخبرتها، فلما جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم، فقال: (عَلَى مَكَانِكُمَا). فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: (أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)(متفق عليه).

أما الوقوع في الحرام والتلبس به: فلا يسبب لنا إلا كلّ ضعف بدني ومعنوي، وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل:112]، وقال (صلى الله عليه وسلم): (يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا). فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ). فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: (حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)(رواه أبو داود).

ومن فوائد تحري الحلال: محبة الحق تبارك وتعالى، وما يترتب عليها من عطايا ومنح، قال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)(رواه البخاري).

أما الوقوع في الحرام، والتلبس به: فيورث السخط والبغض للعبد من الله، قال (صلى الله عليه وسلم): (… وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا (لأجل معصيته وتلبسه بالحرام) دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ)(رواه مسلم).

ومن فوائد تحري الحلال: الفتح الرباني أو العلم اللدني، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة:282]، وقال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}[الكهف:65].

أما الوقوع في الحرام والتلبس به: فيذهب بالعلم ونوره، وبعد أن كان العبد مرفوعًا بالعلم فإنه ينحط بالمعاصي والسيئات، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ*وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف:176،175]، ويقول الإمام الشافعي (رحمه الله):      

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي**** فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ****ونورُ الله لا يهدى لعاصي

ومن فوائد تحري الحلال: النجاة من المهالك والمزالق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}[الطلاق:3،2]، و انظروا إلى هذا المشهد من قصة موسى (عليه السلام)، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ*قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ*فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ*وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ*وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}[الشعراء:61ـ65]، وانظروا إلى نفس الموقف للفرعون الذي ادعى الربوبية، قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ*آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}[يونس:90ـ92]، فمن كان عبدًا لله واتبع حلاله، واجتنب حرامه نصره الله على أعدائه، وأمدّه وأعانه، وجعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كان الأخرى كانت الأخرى.

ومن فوائد تحري الحلال: إجابة الدعاء، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر: (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟)(رواه مسلم)، وكان ابن مسعود (رضي الله عنه) جالسًا بعد الصبح في حلقة، فقال: (أَنْشُدُ اللهَ قَاطَعَ رَحِمٍ لَمَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ مُرْتَجَةٌ دُونَ قَاطَعِ رَحِمٍ)(المعجم الكبير للطبراني).

فاللهمّ أرنا الحق حقا، وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه، اللهمّ علمنا من لدنك علما نصير به عاملين، وشفّع فينا سيّد الأنبياء والمرسلين، واكتبنا من الذاكرين، ولا تجعلنا من الغافلين ولا من المحرومين، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النّعيم.

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء، اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنّا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.                                                         

كتبها  الشيخ الدكتور/ مسعد أحمد سعد الشايب

عدد المشاهدات : 208

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *